السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بالجميع
اقفزها ولا تتردد
انها
قفزة
الثقة ...
هناك اختبار أساسي عليك أن تنجح فيه حتى تلتحق بكلية الطيران ألا وهو اختبار ''''قفزة الثقة'''' وهذا الاختبار يتلخص في أنهم يقفون على ارتفاع ستة أدوار فوق حمام السباحة، ثم يقولون لك اقفز فإذا قفزت ولم تتردد دل هذا على شجاعتك وثقة بنفسك فيقبلوك لتصبح كابتن طيار المستقبل وإن ترددت ولم تقفزها لم تقبل بحال من الأحوال.
المهم في الموضوع ليس هو ان يصبح احدنا قائد لطيارة .... لكن كان تشبيه لموضوعنا لهذا اليوم ... ولكن من يدري فلربما احدنا يحب ان يكون كذلك
للمضي في طريق الثقة بالنفس واليوم موعدنا مع احد الوسائل التي تساعد على اكتساب الثقة بالنفس والتي هي بمثابة قفزة الثقة.
تقبل الذات ...
هل من الممكن أن تصل إلى الثقة بالنفس وأنت تشعر أنك سيئ ؟
وأنت لا تعجبك شخصيتك؟
وأنت لا تطيقي مظهرك؟
وأنت ترى أنك إنسان فاشل؟
وأنت تسمع دائمًا صوتًا داخليًا يقول لك أنت لا تستطيع، إمكانياتك ضعيفة.
هل من الممكن بعد ذلك أن تصبح واثق من نفسك؟
مستحيل
إن أهم خطوة لتحقيق الثقة بالنفس هو قبولك لهذه الذات التي أنعم الله تعالى بها عليك
آن الأوان لتقبل ذاتك، آن الأوان لتستشعر نعمة الله عليك, أن تشكر نعمه عليك التي لا تحصى. فإن عدم قبولك لذاتك نكران لنعمة الله وكيف لا تقبل ذاتك وأنت من جعلك الله خليفة في الأرض: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة:30] وأسجد لك الملائكة، تخيل الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون أمروا بالسجود لك وانظر إلى عقوبة من تكبر بالسجود لك وعصى أمر الله تعالى {قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ. وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ} [صّ:77ـ 78]
ولذا الثقة بالنفس ببساطة: أن تتقبل كل شيء يحدث لك وتقبل شخصيتك وتقبل عقلك وترضى بنعمة الله عليك وبرزقه عليك وعندما تحقق هذه الخطوة ستشعر بالطمأنينة والثقة والشعور أنك قادر على مواجهة تحديات الحياة بثقة وشجاعة.
ولذا فمن اليوم بل من الآن تعلم جيدًا كيف تنظر لنفسك، غيّر نظرتك إلى نفسك.
انظر إلى نفسك بصورة إيجابية انظر إلى إمكانياتها إلى قدراتها انظر إلى المواقف التي نجحت فيها واجعلها دائمًا لك مؤيده لك لتقوي ثقتك بنفسك أكثر.
وهذا لا يعني أننا لا نقول لك أن تشعر بالغرور أو بالعجب ففرق شاسع بين من يعلم نعمة الله عليه فيتقبلها ويريد توظيفها في الحق فهذا ما نريد، وبين من هو يرى أن لنفسه فضلاً ويرى أنه ناجح بذاته وبفضل شخصيته الفذة بل ويحتقر الناس بجانب شخصيته العظيمة ويرى كل الناس لا يفهمون شيئًا فهذا هو الكبر المذموم الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: ''''لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر''''
ونتذكر أن النفس البشرية قابله للخطاب المزدوج قابلة لأن تستشعر عجزها وتقصيرها في طاعة الله وفي الوقت ذاته هي الأعز والأعلى بطاعة الله ومثلنا بذلك الخطاب القرآني لغزوة أحد فنزل اللوم والتقريع على تقصيرهم.
قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران: 165]
ولكن في الوقت ذاته كان هناك الخطاب الآخر خطاب الثقة فقال تعالى: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران:139]
وهكذا نظرة المؤمن في هذه الحياة الدنيا هو يدرك أن الله سبحانه وتعالى قد أعطاه الإمكانيات ليأخذ بزمام الحياة ويقودها القيادة الصحيحة وبالتالي فهو واثق من نفسه فعال منتج وفي الوقت ذاته يستشعر أنه مقصر في جنب الله وأنه لا شيء بدون توفيق الله ونصره ويتذكر دومًا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ''''يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدًا ''''
وأجمل ما نختم به ما روي عن يزيد بن المهلب الذي كان أميرًا ولكن شاء الله أن يحبس، فهرب من الحبس فمر برهط من أهل البرية رعاة فقال لفتاه: استسقنا منهم لبنًا فسقوه فقال: أعطهم ألفًا فقال الفتى: إنهم لا يعرفونك فقال: ولكني أعرف نفسي.
اعرف طاقتك وإمكاناتك جيدًا وتقبلي نفسك من اليوم